هيئة علماء المسلمين في العراق تشارك عشرات المنظمات والشخصيات الإسلامية في موقف موحد ضد الدعاية الصينية المضللة للعالم الإسلامي
وقعت هيئة علماء المسلمين في العراق مع العشرات من الهيئات العلمائيّة والمنظّمات والشخصيات الإسلامية من أنحاء العالم المختلفة؛ على بيان موحد لإدانة زيارة وفد (المجلس العالميّ للمجتمعات المسلمة) إلى تركستان الشّرقيّة، التي تأتي بهدف تجميل لوجه الصّين القبيح على حساب معاناة المسلمين.
وانتقد البيان تصريحات المسؤولين بالمجلس التي تشيد بالإنجازات الصّينيّة فيما أسمته (مجال مكافحة الإرهاب والتّطرّف) وما وصفته بـ(ضرورة صهر القوميّات المختلفة في بوتقة واحدة)؛ وهو ما عدّته الهيئات والروابط العلمائية تجاهلاً غريبًا للحقائق الّتي تؤكّد عكس ذلك وتؤيّدها الأدلّة والتّقارير الصّادرة عن مختلف المحافل والمنظّمات الدّوليّة حول الوضع الإنسانيّ المؤسف في تركستان الشّرقيّة، والممارسات الصّينيّة التي ترقى لكونها إبادة جماعيّة تمارس بصورة ممنهجة ومستمرّة ضد المسلمين هناك.
ومثّل هيئة علماء المسلمين في العراق في التوقيع على البيان أثناء مؤتمر صحفي عقد ظهر الأحد 22 جمادى الآخرة 1444هـ الموافق 15 كانون الثاني/يناير 2023م؛ عضو مجلس الشورى الدكتور (منير القوشجي)، الذي ألقى كلمة أكّد فيها أن العراقيين الذين يعانون من الاحتلال الأمريكي والإيراني ينزفون دمًا على ما يلاقيه إخوانهم في تركستان الشرقية.
ودعا الدكتور (القوشجي) إلى العمل على تجاوز المخاوف التي تُروّج ضد الإسلام تحت ذريعة (الإرهاب)، مذكرًا الحاضرين بأن الله تعالى ينصر المؤمنين ويهيّئ لهم أسباب سيادة الإسلام مرة أخرى إن هم تمسكوا بتقوى الله وبحبله المتين، داعيًا الله تعالى أن يرحم شهداء المسلمين، ويفك أسراهم ومعتقليهم في كل مكان.
وألقيت في المؤتمر الصحفي الذي قرأ فيه البيان كلمات لعدد من الشخصيات وممثلي الهيئات العلمائية التي وقعت عليه، تناولت في مجملها قضايا المسلمين في العالم ومشكلاتهم المستمرة، ولا سيما ما يتعلق بالأويغور في تركستان الشرقية الذين يعانون من الاضطهاد والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان التي تمارسها السلطات الصينية.
وأكّد البيان على جملة من الأمور، أبرزها: أنّ مأساة تركستان الشّرقيّة مستمرّة، وأن الملايين ما زالوا في معسكرات الاعتقال الصّينيّة، وقد هدمت المساجد وبعضها تم تحويله إلى مراقص ومقاهٍ، وأحرقت المصاحف، وكلّ مظاهر الإسلام أصبحت محظورة، حيث لا نساء بالحجاب الشّرعيّ، ولا صلاة الجنازة على الأموات، ولا عقد نكاح شرعيّ بين الأزواج، ومع هذا النّزيف تشتدّ الحرب الشّعواء لمحو الهويّة الإسلاميّة لشعب تركستان الشّرقيّة، لأن الهدف هو تصيينهم وسلخهم عن عقيدتهم وثقافتهم.
وشدد البيان على إدانة مؤسسات العلماء - الموقعة عليه - زيارة وفد (المجلس العالميّ للمجتمعات المسلّمة) إلى تركستان الشّرقيّة التي تحتلّها الصّين وتسمّيها (شينجيانغ)، استجابة لدعوة من النّظام الصّينيّ لتجميل وجهه القبيح، مؤكدة أنّ هذا المجلس لا يمثّل علماء المسلمين، ولا يتحدّث باسمهم، لأن رأي علماء المسلمين واضح تجاه قضيّة المسلمين في تركستان الشّرقيّة.
وذكّر العلماء الموقعون على البيان ومؤسساتهم؛ جميعَ المسلمين بأنّ الصّين تمارس الخداع والكذب وإخفاء الحقائق لإقناع العالم الإسلاميّ بترتيب مثل تلك الزّيارات، وحذروا العالم الإسلاميّ بألا ينخدع بأكاذيب الحزب الشّيوعيّ وأن عليه بذل جهود حقيقيّة للوقوف على الحقائق ومساعدة المسلمين الّذين يتعرّضون لإبادة جماعيّة، وفق أدلّة ثابتة وتقارير وثقتها منظّمات دوليّة مثل الأمم المتّحدة ومنظّمة العفو الدّوليّة وغيرها من المنظّمات الحقوقيّة.
ومن أبرز المؤسسات التي شاركت في إصدار البيان والتوقيع عليه: الاتّحاد العالميّ لمنظّمات تركستان الشّرقيّة، والاتّحاد العالميّ لعلماء المسلمين، وهيئة علماء فلسطين، وهيئة علماء المسلمين في العراق، ورابطة العلماء المسلمين، وهيئة علماء ليبيا، ورابطة علماء المغرب العربيّ، وهيئة علماء اليمن، واتّحاد علماء تركستان الشّرقيّة، وحركة الجيل الجديد لتركستان الشّرقيّة، ووقف عمر الأويغوريّ في باكستان، ووقف قرطبة في إنجلترا، وهيئة نصرة النّبي صلى اللّه عليه وسلم.