5.07.2024
بيان صحفي حول الإبادة الجماعية المستمرة في تركستان الشرقية بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لمذبحة أورومتشي في 5 يوليو
أعضاء الصحافة المحترمين والجمهور الكريم؛
نجتمع اليوم مرة أخرى في الذكرى الخامسة عشرة للمذبحة الأليمة التي وقعت في أورومتشي في 5 يوليو/تموز 2009، والتي راح ضحيتها الآلاف من أبناء تركستان الشرقية وفقد عشرات الآلاف. قبل 15 عامًا، في 26 يونيو، تم إعدام العشرات من الشباب الأويغور وقتلهم وإصابة المئات نتيجة هجوم شنه عنصريون صينيون على العمال الأويغور الذين أجبروا على العمل في مصنع للألعاب في مدينة شاو غوان في شرق الصين، واعتقلت الشرطة الصينية العمال الأويغور بدلاً من التدخل في المهاجمين. وفي أعقاب هذه الأحداث، بدأ عشرات الآلاف من مواطني تركستان الشرقية المطالبين بالعدالة احتجاجات سلمية في أورومتشي يوم 5 يوليو/تموز. وقد تم قمع هذا المسعى لتحقيق العدالة بشكل دموي من قبل قوات الشرطة الصينية المحتلة باستخدام القوة غير المتناسبة. وقُتل آلاف الأشخاص واعتقل عشرات الآلاف. إن غزو الصين، التي أقامت نظامًا قائمًا على النهب، متجاهلاً العدالة والكرامة الإنسانية، أدى إلى تأميم الإرهاب وقمع مرة أخرى البحث عن حقوق شعب تركستان الشرقية بأكثر الطرق دموية. وما هذا الحادث المأساوي إلا جزء من المأساة الإنسانية التي تعيشها تركستان الشرقية. واليوم، بعد مرور 15 عامًا، لا يزال شعب تركستان الشرقية يواجه القمع المنهجي والقسوة وسياسات الإبادة الجماعية التي تنفذها الحكومة الصينية المحتلة.
إن ما يحدث في تركستان الشرقية هو إحدى أكبر أزمات حقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين. واليوم، لا يزال الملايين من الأتراك الأويغور محتجزين في معسكرات الاعتقال، ويتعرضون للتعذيب والإبادة الجماعية والثقافية. أصبحت الممارسات اللاإنسانية مثل العمل القسري والتعقيم القسري والاعتقالات التعسفية والقتل خارج نطاق القضاء والاتجار بالأعضاء جزءًا من الحياة اليومية في تركستان الشرقية. واستنادًا إلى خطاب شي جين بينغ حول التطهير الديني في عام 2013، ينتهج النظام الصيني المحتل سياسة الإضفاء الطابع الصيني على الإسلام في تركستان الشرقية. وفي نطاق هذه السياسة يتم هدم عشرات الآلاف من المساجد وتداس القيم الإسلامية والمقدسات، ويتم تغيير الهدف الأساسي للإسلام على أساس الفكر الشيوعي والثقافة الصينية. بالإضافة إلى ذلك، مع تفعيل مشروع حزام الطريق، الذي بدأته بعقليتها التوسعية، فإن احتلال الصين يصدر السيطرة الجماهيرية واستبداد الحزب الواحد الذي نفذته في تركستان الشرقية إلى العالم، ويمنح الأمل للفاشية والاستبداد والتوسع مع وجودها الخاص. إن المجتمعات التي تضطر إلى التزام الصمت من خلال تطبيع انتهاكات حقوق الإنسان والمجازر بسلطتها السياسية تعمي ضميرها، وتشكل خطراً أكبر على الإنسانية جمعاء يوماً بعد يوم.
تحاول حكومة الاحتلال الصيني إلى للغطاء على الجرائم ضد الإنسانية، باستخدام قوتها الاقتصادية، وممارسة أنشطة الضغط والتلاعب بالمؤسسات الإعلامية والنظام الدولي بحملات التضليل. وتواصل المنظمات الدولية ودول العالم، وخاصة الأمم المتحدة، تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان في تركستان الشرقية بسبب الضغوط الصينية. لكن تقارير الأمم المتحدة ودراسات الباحثين المستقلين وروايات شهود العيان تكشف بوضوح أن ما يحدث في تركستان الشرقية هو إبادة جماعية. لا يمكننا كرأي عام عالمي ومؤسسات دولية أن نبقى صامتين إزاء هذه الإبادة الجماعية، ومن غير المقبول أن يبقى المجتمع الدولي صامتا ضد هذه الإبادة الجماعية.
الحقيقة الأليمة اليوم هي: إن النظام الدولي والمجتمع والدولة غير كافية لمواجهة عمليات الإبادة الجماعية التي تحدث ليس فقط في تركستان الشرقية ولكن أيضًا في مناطق أخرى. وعلى سبيل المثال فإن خلل آلية حقوق الإنسان في مواجهة الوحشية التي حدثت في فلسطين بعد 7 أكتوبر وعدم القدرة على وقف الإبادة الجماعية ولو لدقيقة واحدة هو مثال واضح على ذلك. أما المجتمع الدولي فيبقى متفرجا على كل عمليات الإبادة الجماعية في العالم، مكتفيا بالإبلاغ عن عدد الشهداء وإدانتهم.
إن ما حدث في تركستان الشرقية وفلسطين يكشف عن ازدواجية المعايير وظلم النظام الدولي. إن المؤسسات الدولية التي تعمل لصالح الدول القوية غير فعالة في مواجهة الجرائم الخطيرة مثل الإبادة الجماعية وتتجاهل صرخات الشعوب المضطهدة.
ومن أجل منع الإبادة الجماعية والاحتلال والمجازر وإرهابية الدولة كالصين، ومن أجل ضمان حقوق الإنسان وبناء السلام والعدالة والحق في القانون، يجب على الدول اتخاذ خطوات رادعة وواضحة لمنع الإبادة الجماعية وإنهاء الاحتلال. وفي الوقت نفسه، يجب على الأوساط الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات التجارية ووسائل الإعلام رفض الإبادة الجماعية في تركستان الشرقية وفي جميع أنحاء العالم، وينبغي تنفيذ مبادرات مدنية واتخاذ موقف واضح ضد الإبادة الجماعية واحتلال الصين.
يجب أن لا ننسى أن موقفنا الصامت تجاه ما يحدث في تركستان الشرقية وفلسطين اليوم سيمهد الطريق لتكرار هذا القمع في جغرافيا أخرى. لذلك، ومن أجل حماية الكرامة الإنسانية وضمان العدالة، يجب علينا أن نكافح معًا ضد الصين الغازية والمبادة الجماعية. وفي هذا الصدد، فإننا، كالاتحاد العالمي لمنظمات تركستان الشرقية، نناشد الرأي العام العالمي بما يتوافق مع مطالبنا الحقة:
كما ذكرنا من قبل، فإن السبب الوحيد الذي يجعل الدولة الصينية ترتكب انتهاكات حقوق الإنسان والإبادة الجماعية دون مساءلة هو أن أراضي تركستان الشرقية تقع تحت الاحتلال. وفي واقع الأمر، يظهر التاريخ أن دولة تركستان الشرقية كانت موجودة كدولة مستقلة قبل الاحتلال الصيني. ولهذا السبب، ينبغي للمجتمع الدولي أن يعترف بالاحتلال والإبادة الجماعية التي تعرضت لها الدولة الصينية. وفي هذا الصدد، ووفقًا لإعلان الأمم المتحدة لاستقلال البلدان والشعوب المستعمرة، يجب على جميع الدول المستقلة دعم مبادرات الاستقلال الكامل لشعب تركستان الشرقية دون قيد أو شرط ودون تحفظ.
ينبغي الاعتراف بحقيقة حدوث إبادة جماعية في تركستان الشرقية من قبل جميع الدول والجمعية العامة للأمم المتحدة، ويجب تنفيذ العقوبات اللازمة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والإعلانات المتعلقة بمنع الإبادة الجماعية.
3. لكي تنتهي الإبادة الجماعية والاحتلال وينجح النضال المشروع لشعب تركستان الشرقية، يجب قبول شرعية هذا النضال وتقديم الدعم له. ولهذا الغرض، ينبغي تمهيد الطريق أمام ممثلي تركستان الشرقية للتواجد في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الدول التركية وغيرها من المنظمات الدولية.
وأخيرا، نذكر مسؤوليات تركيا وماليزيا وقطر والجمهوريات التركية والدول الإسلامية في وقف سياسات الإبادة الجماعية ضد الإسلام والمسلمين في تركستان الشرقية، كما نٌذكّر أن هذه الدول الأشقاء لديها القدرة على اتخاذ خطوات أكثر ردع ضد جرائم الصين واتخاذ مواقف حاسمة بشكل أكثر وضوحًا، لذا، ندعو الجميع إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بمواقف واضحة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع احترامنا:
هدايت أوغوزخان
رئيس الاتحاد العالمي لمنظمات تركستان الشرقية